تعد السياحة الصحراوية منتجا سياحيا واعدا بالنسبة للدول التي تسعى للتموقع في خريطة السياحة العالمية .
والجزائر وبحكم استحواذها على أكبر إقليم صحراوي في إفريقيا تحاول تسويقه في ظل ما يمتاز به من مقومات جذب سياحية، وجعله محركا أساسيا للتنمية المستدامة بصفة عامة والتنمية السياحية بصفة خاصة .
والجزائر رغم ما تمتلكه من مقومات سياحية كبيرة جدا نادرا ما تكون مجتمعة في بلد واحد من شريط ساحلي يمتد على طول 1200كلم، وصحاري مصنفة من أجمل صحاري العالم، قادرتا على جعلها عجلة التنمية المستدامة وخاصة مع التوجه العالمي إلى صناعة السياحة الصحراوية والتي أصبحت تعرف بسياحة الأغنياء ، اذ تساهم بنسبة 70 %من عائدات القطاع السياحي في بعض الدول العربية كالإمارات العربية المتحدة، لكن السياحة الجزائرية لم ترتقي الى المستوى المطلوب اذا ما قورنت بالبلدان ااورة حيث تمثل 1.1 %من نسبة السوق الإفريقي مقابل 8.20 %لجنوب إفريقيا، 19 %لتونس، و9.14 %للمغرب .
طالع ايضا :أهداف السياحة وأنواعها
تعتبر صناعة السياحة من الصناعات الهامة لما لها من أهمية كبيرة في دعم عملية التنمية الشاملة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وسياسيا، حيث أن مجالات السياحة وأنشطتها الخدمية المتنوعة وعلاقاا بالتنمية المستدامة أصبحت تثير اهتمام الكثير من علماء الاقتصاد، الجغرافيا ، الإجتماع ، النفس و الإدارة، و أصبحت مجال خصب لتوفير فرص العمل وبذلك تساعد في حل مشكلة البطالة، تساهم في حركة العمران، تساعد على تدفق العملات الأجنبية وجذب رؤوس الأموال من الخارج، تشكل مصدراً هاماً من مصادر الدخل الوطني في الدول السياحية
تمتلك الجزائر كل المقومات التي تؤهلها لأن تكون من أبرز الأقطاب السياحية على المستوى الاقليمي والعالمي، أين تتنوع تضاريسها بين سواحل، مرتفعات جبلية، هضاب، أودية وصحراء واسعة صنفت من أجمل صحاري العالم .
إن هذا المخزون الثري تتداخل فيه العوامل الطبيعية والجغرافية، الحصارية والثقافية، اضافة الى تنوع المناخ الذي كان عاملا هاما في تشكيل الحضارات القديمة، التي لاتزال محتفظة بطابعها المتميز، يعكس الحجم الهائل للتراكم الحضاري الذي يمتد عبر ربوع الوطن، رغم كل هذه المقومات الفريدة والنادرة نجد أن قطاع السياحة في الجزائر لم يصل بعد الى المستوى المطلوب الذي يكفل بلوغ الأهداف المرجوة منه، وبقيت انجازاته جد محدودة .
تمثل صحراء الجزائر النفط الحقيقي والدائم الذي يمكن أن يوفر لخزينة الدولة مليارات الدولارات سنويا، لأن المواقع الصحراوية المنتشرة عبر التراب الوطني تنطوي على أهمية بالغة من الناحية الإنسانية، الحضارية، الاقتصادية والسياحية اذ تحتاج الى حسن استغلالها ، وهنا تبرز الحاجة الى تسويق اكبر، نظرا لما يشكله من أهمية قصوى في تنشيط الحركة السياحية من خلال ما يوفره من معلومات حقيقية وبأساليب متنوعة ومعالمه السياحية، وبذلك تنمو السياحة الصحراوية الذي لها الدور الكبير في التنمية المستدامة للإقليم